آية الله ابو الحسن الشعراني ( قدس سره )

(1320-1393هـ)

ولادته ونشاته :

ولد في مدينة طهران عام 1320 هـ في عائلة معروفة بالعلم والفضل والتقوى, كان والده الشيخ مـحـمد من اهل العلم والفضل, والشعراني، هو من احفاد الاخوند الملا فتح اللّه الكاشاني صاحب تـفـسـيـر مـنهج الصادقين.

دراسته :

ـ بدأ منذ صغره بتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم وعلم التجويد عند والده .

ـ ذهـب الى المدرسة الفخرية بطهران المعروفة باسم (مدرسة خان مروي ), ودرس فيها.

ـ ذهب الى قم المقدّسة لغرض سماع دروس بعض علمائها, وبقي فيها مدة قصيرة .

ـ فـى عـام 1346 هـ هـاجـر الى النجف الاشرف, واخذ يحضر دروس آية اللّه ابو تراب الخونساري .

ـ عاد الى طهران وظل مشغولا بالتدريس والتحقيق و التأليف الى آخر عمره الشريف .

تدريسه وطلابه :

كان لديه اهتمام بالغ بالتدريس, وكان يتواضع لطلابه, ولم يقتصر في تدريسه على العلوم الدينية فقط, بل اخذ يدرّس علم التفسير, وكان يعقد بعض الجلسات بعد الصلاة في المسجد, يشترك فيها اهل العلم والفضل, ومن جملة طلابه مايأتي :
(1) الشيخ هاشم الاملي .
(2) الشيخ عبد اللّه جوادي الاملي .
(3) السيد محمد باقر الحجتي .
(4) الشيخ حسن حسن زاده الاملي .
(5) محمد الخونساري .
(6) السيد حسن السادات الناصري .
(7) السيد عباس الشجاعي .
(8) عماد الدين الشهرستاني .
(9) السيد رضي الشيرازي .

صفاته و اخلاقه :

نذكر ابرزها:

1 ـ زهـده : كـان الشيخ الشعراني يعيش حياة بسيطة بعيدة عن مظاهر الترف والاسراف, لا يـعتمد في تأمين احتياجاته المعاشية على الحقوق الشرعية, بل كان يسد احتياجاته من مكتبة افتتحها لبيع الكتب, وكذلك على الحقوق التقاعدية التي كان يتقاضاها.

2 ـ بعد نظره ونبوغه: عندما كان الشيخ الشعراني يقرأ كتابا او يقوم بتدريس مطلب معين فانه لا يـمر عليه مرورا عابرا, وانما يأخذ بالغوص فيه دراسة وتحليلا, وذلك على ضوء شواهد و قرائن معينة, لغرض الوصول الى النتائج المرجوة .

و قـد سـاعـدته هذه الطريقة على التعرف الى العبر التي يحملها لنا التاريخ, وكذلك الوقوف على الابعاد الحقيقية للقرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة .

3 ـ ذوقه الشعري : كان صاحب ذوق ادبي, ولديه قوة شاعرية فائقة فـكـتـب الـشعر لغرض التنفيس عن همومه وطموحاته, وقد وظف شعره لغرض تبيين احوال زمـانه, ولديه قصائد خاصة في مدح الرسول الاعظم (ص ), وفاطمة الزهراء ـ سلام اللّه عليها ـ, وكذلك في يوم عيد الغدير الاغر و غيرها.

4 ـ سـعـة اطـلاعـه: كان آية اللّه الشعراني ذوعلوم, و لديه تبحر في العلوم المختلفة, وكان يجيد اللغة الفرنسية بمقدار اجادته للغة العربية, وكذلك اللغة التركية والعبرية ولـه كتابات في العلوم الدينية مثل الفقه والاصول والحديث والتفسير والادب والرياضيات والنجوم وغيرها).

مؤلفاته :

له آثار كثيرة نذكر جملة منها:
1 ـ الاصطلاحات الفلسفية .
2 ـ تجويد القرآن المجيد.
3 ـ تحقيق وتصحيح كتاب جامع الرواة.
4 ـ ترجمة كتاب الامام علي صوت العدالة الانسانية . (الى اللغة الفارسية ).
5 ـ ترجمة رسالة العلوم و الصناعات للفارابي . (الى اللغة الفارسية ). (غير كامل ).
6 ـ ترجمة كتاب نفس المهموم للمحدث الشيخ عباس القمي .
7 ـ ترجمة وشرح دعاء يوم عرفة للامام الحسين (ع ).
8 ـ ترجمة مع شرح مفصل للصحيفة السجادية الكاملة (الى اللغة الفارسية) .
9 ـ ترجمة وشرح المنظومة للسبزواري باللغة الفارسية (لم يكمله بعد).
10 ـ تعليقات على شرح اصول الكافي للملا صالح المازندراني .
11 ـ تعليقات على كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي .
12 ـ تعليقات مع حواش على تفسير منهج الصادقين لفتح اللّه الكاشاني .
13 ـ تعليق مع جمع حواشي كتاب الوافي للفيض الكاشاني (3 مجلدات ).
14 ـ حـاشـيـة على كتاب ارشاد القلوب للديلمي.
15 ـ حاشية على كتاب مجمع البيان (عشرة اجزاء).
16 ـ طريق السعادة .
17 ـ رسالة في شرح الشكوك في الصلاة من كتاب العروة الوثقى .
18 ـ شـرح كتاب التبصرة للعلامة الحلي .

اقوال العلماء فيه :

يقول احد علماء الشيعة بانه يمكن ان نعتبر الشيخ الـشـعراني بمثابة نصير الدين الطوسي في عصرنا هذا, اذ قام بترجمة كتاب حول علم النجوم اسمه (هيئة فلاماريون ) من اللغة الفرنسية الى الفارسية, وقام بتدريسه في مـدرسـة (سبهسالار)في طهران لمجموعة من الطلبة , وبالاضافة الى ذلك اجازه آية اللّه المدرس بتدريس علم الرياضيات في هذه المدرسة, و درّس الفلسفة في مدرسة مروي للعلوم الدينية .

وفاته :

على اثر تدهور وضعه الصحي ارسل الى احدى مستشفيات المانيا, لغرض المعالجة , لكن جهود الاطباء لم تثمر بتحسين صحته, فلبى نداء ربه بتاريخ 7 / شوال / 1393 هـ .

و بـعـد ذلـك تم نقل جثمانه الطاهر من المانيا الى العاصمة طهران وشيع تشييعا مهيبا, ودفن الى جوار مرقد السيد عبد العظيم الحسني (ع ) في جنوب طهران.